موقف مشرف يستحق التقدير

زارنى أحد أقاربى لأذاكر له بعض القواعد النحوية ، ودار بيننا نقاش حول مايحدث فى مدرسته الخاصة التى تقع بحى المعادى بالقاهرة ، وبين مدرستى الحكومية ، ثم قال لى بأن عدد طلاب مدرسته حوالى ألف طالب ، ونصفهم من الطلاب العراقيين ، الذين هاجرت عائلاتهم الى مصر بعد الغزو التترى الامريكى ، وقال لى بأن ناظر مدرستهم متشدد معهم وخصوص اذا تأخر أحدهم عن موعد المدرسة ، ولم يحضر طابور الصباح ، وان هذا الناظر يقف بنفسه على باب المدرسة ليتابع بنفسه الطلاب المتأخرين ، فلاحظ أن هناك 3طلاب عراقيين يتأخرون يوميا عن الحضور ، فسأل أحدهم عن مكان سكنه ، فربما كان بعيدا ليلتمس له العذر ، ولكن الطالب العراقى قال بأنه يسكن فى نفس شارع المدرسة ، فسأله الناظر : اذا لماذا تتأخر يوميا عن حضور طابور الصباح؟ فانسابت الدموع من عيون الطالب ، ورد بصوت متحشرج ، اننى أحترم موسيقى السلام الوطنى المصرى الذى يعزف فى الطابور ، ولكنى أشتاق لسماع السلام الوطنى العراقى ، وعندما أحضر طابور المدرسة ، أتذكر الغربة والشتات ، وأظل حزينا طيلة اليوم ، فاذا بالناظر المتشدد تتحرك فيه عاطفة الأبوة ، ويأمر مدرس الموسيقا بالمدرسة فورا بأن يتم التبادل فى عزف السلام الوطنى بحيث يعزف السلام الوطنى العراقى يوما ، وفى اليوم الثانى يعزف السلام الوطنى المصرى ، واستطاع هذا الناظر أن ينتزع ابتسامة غالية من الطلاب العراقيين الذين يدرسون فى مدرسة مصرية ، لقد فعل هذا بعاطفة الابوة والعروبة ، فتحية له على موقفه المشرف....

تحيااااااااااااتي

جميللللللللللللللللل عاشت ايدك